الهالوين من أفضل أعيادي و أتذكر أيضا ذلك الهالوين الذي لن أنساه أبدا.


كان قد وقع كل هذا في السنة الثانية عندما حل حفل الهالوين، كنت آنذاك في الثالثة عشر من عمري، كانت علاقتي مع تشارلن في تطور حتى أصبحنا أصدقاء مقربين و نقضي الوقت معه في أغلب الأحيان مع أصدقائه المرحبن.


المهم، حدث كل ذلك عندما كنت جد متحمسة للخروج في الليل إلى الخارج و إحضار الخدع و الحلوى معي.


كنت في فراش غرفتي و قد كانت الساعة الـثامنة مساءً عندما أخيرا أرسلت لي أماندا رسالة تقول فيها: "لقد وصلنا نحن ننتظرك في الخارج"


إرتديت حينها ملابسي التنكرية كانت عبارة عن رداء أسود مزرق كإزرقاق الليل و قبعة بنفس اللون مع عصى سحرية مصنوعة من الخشب، كان عبارة عن كوسبلاي ساحرة.


نزلت خفية من الدرج بعدما أغلقت باب غرفتي لكي لا يلحظني أحد، خرجت من الباب الخلفي و إلتقيت بجميع أصدقائي، أماندا، ديغروف، تشارلن و إيريا، سألت ديغروف عن الأخرين قائلة:" لكن أين غورو و تشايندا؟"


أجابت ديغروف :" تشايندا ليست هنا لقد ذهبت إلى بيت خالتها لتمضية الهالوين و غورو مريض و لم يسمح له والده بالخروج."


أومأت رأسي كعلامة للرضا و بدأت أتمعن في ملابسهم التنكرية، أماندا كانت ترتدي زي مومياء بسيط، و ديغروف عبارة عن لباس عسكري ممزق و ملطخ بالدماء و إيريا عبارة عن كوسبلاي زومبي و تشارلن كان يرتدي زي قرصان و قد كان جذابا فيه.


عندما انتهيت قلت:" اذا أين سنذهب؟ "


أجاب إيريا:" سنذهب إلى كل بيوت الحي ثم نجتمع عند بيتي على الساعة العاشرة لنعد الحصيلة ثم نعود لبيوتنا."


بعد إفترق كل واحد و ذهب إلى كل بيت يدق عليه و يقول خدعة أم حلوى! و يرد عليه أصحابه بمجموعة متنوعة من الحلويات.

...

بعدما إنتهيا ذهبنا للاجتماع عند بيت إيريا و نظرت إلى سلتي و كانت فقيرة جدا حتى أنها لم تصل إلى النصف، خجلت أن أذهب إليهم و فكرت بالعودة للمنزل و إخبارهم بعذر في الصباح و لكن شعرت بيد على كتفي و عندما إستدرت وجدت تشارلن يبتسم و قال لي: ل"نتبادل السلال! "


فأخذها دون سابق إنذار و ترك سلته الممتلئة في الأرض ذهبت إلى هناك و وجدت إيريا يقول لتشارلن:" هذا فقط؟ اوه يا صديقي أنت كسول جدا عذا ليس من عاداتك."


أجاب تشارلن بابتسامة و هو يحك خلف رأسه بيده :" أعلم لم أجد الكثير من البيوت إعذروني."


و بعدها نظر إيريا إلي و قال بعدما أخذ سلتي: "لنرى إذا سلتك يا أوسانا، أوه إنها ممتلئة أحسنت!"


بعد قمنا بجمع كل الحلويات و تقسيمها بالتساوي و عاد كل واحد إلى منزله و طلب مني تشارلن أن نعود معا فوافقت.


بقينا نمشي معا و بدأت الحديث:" لماذا بادلت سلتك معي؟"


نظر إلي بابتسام و قال:" لأنني أردت ذلك."


رددت عليه: لكنك تعبت من أجل تلك السلة و قد نعتك إيريا بالكسول، لماذا تهتم بي لهذه الدرجة! " و بدأت البكاء ٠


بعدها ظهرت في وجهه ملامح تفاجؤ و أخفاها بابتسامة جميلة، و نظر إلي للحظات و أمسك بيدي و ضمني إليه في صده و هو يربت على رأسي بكل نعومة: "لأنني أحبك ربما ... "


و ذهب في صمت في المعطف الذي يؤدي إلى منزله و أنا أنظر إليه في حيرة٠


" ربما لكنه قال ربما... لكنه أيضا قال لأنني أحبك.... " بقيت هذه الأسئلة تتردد في دماغي و تزيد من حيرتي.



2021/01/15 · 235 مشاهدة · 525 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024